الخرطوم: رفقة عبدالله
وسط جدل كثيف شهدته الساحة السياسية السودانية بين تياراتها المتضادة والمختلفة، جدَّد مجلس الأمن الدولي في نيويورك، يوم الجمعة الثالث من يونيو ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) ولمدة عام، من خلال تبني المجلس للقرار 2636 (2022) بالإجماع. وجاء هذا التمديد “التقني” دون أن تطرأ أيّ تغييرات جذرية على ولاية ومهام البعثة الأساسية، والتي تُحدّدها الفقرة الثالثة من القرار 2579 والذي تبنّاه المجلس العام الماضي.
وجاء في نص القرار ، طلب من الأمين العام بالاستمرار بتقديم تقاريره الدورية إلى المجلس حول تنفيذ مهام ولاية “يونيتامس” كل 90 يوماً.. وأعاد القرار “تأكيد التزام مجلس الأمن بوحدة، وسيادة، واستقلال، وسلامة السودان الإقليمية”.
إشعال حروب أهلية
بينما رأى المناهضون وجود فولكر في السودان، وتجربته في سوريا وما لازمها من إخفاق كفيل بمنع استمراره في السودان، وقال القيادي بشباب التيار الإسلامي محمد عوض ل(افريكان مترس) إن فولكر يعمل على فتح أبواب الحرب الأهلية في السودان وإن تجربته في سوريا التي كان نتاجها آلاف الضحايا والدمار الهائل، ويعمل حالياً في السودان وفق المنهج ذاته، لذلك فإن كل حريص على السيادة الوطنية وممانع لانزلاق البلاد صوب الحرب الأهلية يرغب في مغادرة فولكر وبعثته، مشيراً إلى أن التظاهرات قبل يومين كانت حشدت لطرد فولكر قناعة بأن المبعوث الأممي انحرف عن تفويضه الأساسي وغير منشغل بتقديم المساعدات الاقتصادية للسودان وأن تمديد عمل فولكر لا يحل قضية السودان بل يزيد الأمر سوءاً. ويضيف عوض: أن تمديد عمل البعثة لن يوقف مناهضتهم ضد فولكر بيرتس فتجارب الشعب السوداني في مقاومة الاستعمار معروفة.. سيقاومها الشعب حتى تغادر البلاد.
مخرج سياسي
بينما اعتبرت القيادية بحزب المؤتمر السوداني ومركزية الحرية والتغيير “عبلة كرار” أن قرار تمديد عمل البعثة يصب في مصلحة البلاد، وهو قرار ممتاز يساعد في إعادة إنتاج دولة المدنية والديمقراطية، ويدل على إصرار المجتمع الدولي على استعادة الدولة المدنية، مؤكدة من خلال تصريح ل(افريكان مترس) أن التمديد يساعد في إكمال المجهودات الكبيرة التي بذلتها البعثة للوصول لمخرج سياسي.
استمرار المطالبة بالمغادرة
وقبل نص القرار بتمديد فترة البعثة انطلقت للمرة الثانية، احتجاجات تُطالب بإنهاء تفويض البعثة ومغادرة البلاد، وذلك قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن لاتخاذ قرار بتمديد تفويض البعثة التي تختص بدعم الانتقال ومساعدة البلد للخروج من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية خانقة.. وتجاهر تيارات إسلامية وواجهات مناهضة للتدخل الأجنبي برفض البعثة الأممية التي أُنشئت وفقاً لقرار مجلس الأمن 2524، بموجب الفصل السادس، بعد طلب من رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك، وأوكلت إليها 4 مهام: مساعدة الانتقال السياسي نحو الحكم الديمقراطي، ودعم عمليات السلام وتطبيقها، وبناء السلام وحماية المدنيين في المناطق المتأثرة بالحرب، علاوة على إسناد مجهودات حشد الدعم الدولي التنموي والإنساني للسودان.. وما زالت التظاهرات مستمرة منذ الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش في السودان في الخامس والعشرين من أكتوبر والتي تصفها قوى الثورة بالانقلاب..
تظاهر يوم الجمعة الثالث من يونيو آلاف المواطنين في أنحاء البلاد لإحياء الذكرى الثالثة “لفض اعتصام القيادة العامة للجيش” بالعاصمة الخرطوم، والمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي.. ما نتج عنها مقتل متظاهر و”أُصيب العشرات خلال تفريق الشرطة للاحتجاجات”.