حينما كنت أستمع للأستاذ عمر الجزلي يتحدث في لأزمة برنامجه الأشهر (أسماء في حياتنا) عن الأرض التي تنبت من بين الأشواك الزهور . عددت الأمر من بعض فصاحة النجباء . ثم عندما تحسست الخطى في أرض الصومال (صومالي لاند) وعاصمتها هيرجيسا وفي بعض خيار الترجمان _ ضمن معاني أسماء _ هي أرض الشوك . أيقنت أن الجزلي محق ! منطقة نهضت كذاك الطائر في الاساطير من تحت رماد تسويتها بالارض اول التسعينيات مع بداية تفكك الصومال القديم !
وجدت بلدا ينهض بيقين أهله وإعترافهم بذاتهم . هويتهم ناصعة طموحاتهم أعرض من موج المحيط الذي يلطم جانبهم فإغتسلوا فيه من الفرقة والشتات . تطهروا حتى من مرارات الماضي الدامي فبرئت جروجهم . لقد رأيت أمة من الناس تنهض .
2
تجولت في (هيرجيسا) . أهلها يعقدون (الفجر) عمامة على العشاء . حرت في الذي سمى القاهرة أرض المآذن وتجاهل الصومال الذي أظن أنه في عشرة أمتار يثبت الأرض بأوتاد الجوامع . يصلون قاطبة بطوال السور ومن فاته فرض يؤديه في كل بوصة أمامه على الأرض الزلول ثم ينهض يسير على مناكبها . البلدة كلها شباب بقدر بجعل مطلع الشيب تراه فقط على أشباح (الشبورة) التي تصبغ الرؤوس صباحا ومساء . الناس هناك ساعاتهم عمل ففي كل متر أساس بناء وقائم عمران كأنما هندسته تقوم على بصمة تفتح المساحات على أنساق هندسية توازن بين الحداثة المتنامية والسمت العربي الإسلامي في العمارة أبنية مغطاة بالقرميد الأحمر والشرفات الواسعة كأعين بحارة يرمقون من عل أفق اليابسة .
بالمدينة مثل كل أفريقيا مشاهد فقر . لكنها تتراجع تحت واقعية عزم العبور للأفضل . الكل في ذلك البلد مندمج في تعامل مالي يقوم على تقانة الصيرفة، يندر إستخدام العملة المحلية (كاش) ففي كل مركبة نقل . ومطعم ومحطة وقود ودكان رقم مرتبط بهاتف تأخذ سلعتك او خدمتك ثم تحاسب ويبلغ كل طرف إشعاره ! حتى المتسول المنقطع لا يمد يده بالسؤال يضع لافتة برقمه فترسل عطيتك والله يتقبل .
الأجانب كثر بيض، شقر ، وأفارقة أهل أعمال وسياح ورجال منظمات تنزلت عليهم حالة من الإتساق وطقوس البلد الإجتماعية فلبسوا السروال الصومالي التقليدي . ولزمت النساء الإزار الطويل والطرحة دون الحاجة لتوجيهات . فلا أحد يسأل أحدا لكنه طوع الإحترام الذي يلزمك بالإحترام . لهذا قلت ان ثقل الهوية المحلية أقوى .
طفت وتجولت تطفلت وتفضلت سالت ورأيت وسمعت سرت من أدنى الجبل الى منحنى المحيط فرحت لاني وجدت نهضة تمشي على مهل الى غاياتها تقصيت وسالزم نفسي بالحكي على محطات وحلقات وأخشى عليكم من حسرة حقيقة ان الكل تجاوز مراراته وفشله القديم وأقدار ماضيه. ونحن هنا لا نزال تحت خرافات المؤامرة وسألتزم بان أكون شفافا وأمينا ومسؤول عن كل حرف أكتبه سأكتب والحسرة تقتلني على وطني في كل شبر سرت فيه كنت أتوقف أنفث محروق الحسرة علينا.
3
هل تصدقون وجدت مئات الشباب من خريجي الجامعات السودانية جامعات ولائية يتقلدون مناصب وأعمال مهمة هناك من بلغ منتصف الثلاثين لا تراه اغلبهم او كلهم في منتصف العشرين شغروا كل مفاصل الشركات والمشروعات والمؤسسات بما في ذلك الإدارات العليا .
هذه قصة أضعها في بريد الجميع على أجزاء وشخصيا سأكون من الداعمين لتغيير في هذا الإتجاه أتبناه وأدعمه وأوقف قلمي له هذا هو التغيير والإنتقال بعموم الحياة كما يجب ان ينبغي ويكون والى أن يفيق اهلي .الطموا أحبتي فكل ساعة تمر منكم ستردكم للخلف والوراء والطيش ! بمعناه العامي والفصيح.
Trending
- الحكومة الجديدة الموازية.. جدل حول نزع الشرعية من حكومة الجيش السوداني
- جنوب السودان :اطباء بلاحدود تجمد انشطتها في “ياي” بعد تعرض موظفيها لاستهداف مسلح
- جنوب السودان: مقتل شخص واحد وجرح (8) في هجوم مسلح على احدى البصات السفرية جنوبي العاصمة
- “بايدن” و “بن زايد” وجهاً لوجه.. اتفاق أمريكي إماراتي على رفض الحل العسكري لأزمة السودان
- جبهة تحرير تيغراي ..من إتون الحرب إلى جحيم الصراعات الداخلية
- برلمان جنوب السودان يطالب الحكومة بجدول زمني صارم لتنفيذ اتفاق السلام المنشط
- خيار التصدير عبر “جيبوتي”.. نفط ” الجنوب” يتدفق بعيداً عن السودان
- حظر توريد السلاح إلى السودان.. قرار مجلس الأمن الدولى تحت المجهر