راج على منصات التواصل الاجتماعي، أن نائب رئيس المجلس العسكري السابق الفريق اول ركن د. كمال عبد المعروف، وصل إلى بورتسودان، شرقي السودان، أمس، وسط استقبال عسكري ومدني حاشد بحضور ضباط كبار ومدير مكتب رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، ضاقت بهم الصالة الرئاسية بمطار بورتسودان، وذلك بعد غياب لكمال لفترة عن البلاد. وقالت مصادر اعلامية أن عبد المعروف المقيم حاليا بالعاصمة المصرية القاهرة تناول وجبة الافطار اليوم الجمعة مع الرئيس البرهان ودخل في اجتماع مغلق معه وسط حراسة مشددة.
نشاط في القاهرة
يقول صحافيون سودانيون مقيمون في القاهرة- فضلوا حجب أسمائهم- لـ”أفريكان مترس” أن وصول الجنرال كمال عبدالمعروف ذا صلة بالتحركات المصرية الدؤوبة فيما يتصل بضرورة وقف الحرب في السودان. حيث تشهد العاصمة المصرية هذه الأيام نشاطاً مكثفاً، حيث استقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وفداً من عدد من لجان الكونجرس الأمريكي، بحضور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج. وبحسب وكالات إخبارية مصرية، أكد الرئيس السيسي مواصلة مصر لجهودها المكثفة لوقف إطلاق النار وعودة الأمن والاستقرار، والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني، ودعم جميع المسارات التي تؤدي للوصول لحل سياسي، ينهي الأزمة بالسودان، ويحفظ مقدرات شعبه الشقيق. وكان الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي – سفير جمهورية السودان لدى جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، إلتقى السيدة السفيرة هيرو مصطفى غارغ – سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى جمهورية مصر العربية. وأفاد الصحافيون السودانيون، بأن القاهرة المصرية تقوم بترجمة الرؤية الأمريكية فيما يتصل بالموقف من الحرب، لجنرلات الجيش السوداني، خصوصاً بعدما أعلن البرهان اتجاه حكومته لاعلان حكومة لادارة الفترة الانتقالية خلال الفترة القادمة ، وسط مخاوف مصرية شديدة، من أن يكون ذلك بداية لتقسيم السودان لدولتين، خصوصاً بعدما لوح الدعم السريع بذلك خواتيم الاسبوع الماضي. وكان مستشار قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، لوح بإعلان حكومة موازية في العاصمة السودانية الخرطوم. وقال طبيق في منشور على منصة “إكس” الأسبوع المنصرم، رصده “أفريكان مترس” ، إن تعنت قيادات الجيش السوداني ورفضهم للتفاوض وترجيح خيار التصعيد والحرب قد يؤدي إلى إعلان حكومة في الخرطوم. وأشار طبيق إلى أن الحكومة ستتطلع بدورها تجاه حماية المدنيين ونزع الشرعية من رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، بجانب فتح علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول وعقد صفقات لشراء طائرات حربية وأنظمة دفاع جوي متطورة لتحييد طيران الجيش السوداني عطفا على تأسيس نظام مصرفي في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
أصدقاء القاهرة
ومضت تحليلات عدد من الصحافيين السودانيين في القاهرة، إلى أن القاهرة درجت على إيصال وجهة نظرها عبر عدة منصات، إما عن طريق مسؤوليها الرسمين، أمثال مدير المخابرات المصري، عباس كامل الذي زار بورتسودان خلال هذا الأسبوع وإلتقى البرهان، أو عن طريق أصدقاء وحلفاء سودانيون لهم ومقيمون في القاهرة. واستدل عدد من الصحافيين بالتصريحات الاخيرة لرئيس حزب الأمة القومي مبارك الفاضل، والذي تغير موقفه تماماً عن دعم استمرار الحرب، إلى موقف داعم للتفاوض، خصوصاً بعد الدعوة الأمريكية لمحادثات جنيف. وكان آخر تصريح للفاضل، أشاد فيه بمحادثات ” المنامة” التي جمعت بين الجيش السوداني بقيادة الفريق شمس الدين الكباشي، وبين قيادة الدعم السريع بقيادة قائد ثان الدعم السريع، عبدالرحيم دلقو. ومن المعلوم، أن محادثات المنامة كانت تحت إشراف مباشر من لدن المخابرات المصرية. ويقول الصحافيون أن الفريق أول كمال عبدالمعروف يعتبر أحد حلفاء القاهرة الرسمية، وأنه بالتأكيد يحمل وجهة نظر مصرية أمريكية لها علاقة مباشرة مع لقائه بقائد الجيش السوداني ، عبدالفتاح البرهان، ولم يستبعدوا أن يكون عبدالمعروف طلب من البرهان عدم الاستعجال في تشكيل حكومة في الوقت الراهن، وأنه من الأجدى الدعوة لإحياء منبر جدة لإنهاء الأزمة الحالية، والعمل الجاد لإطلاق مائدة مستديرة لحوار سوداني سوداني لا يقصي أحد.