تونجي هي رقصة وتجري طقوسها بمشاركة الجميع الصغار والكبار، وعادة ترتبط بأعمال النفير لذا يغلب عليها طابع الأداء الحماسي، وهي من التراث الميدوبي العريض.. الميدوب احد قبائل “شمال دارفور” بالسودان ..
الأغنية وطريقة الأداء كحال غالب التراث به قواسم مشتركات مع قبائل أخرى قياساً على وحدة الجذر الثقافي للمجتمعات المتجاورة وقد يختلف فقط الاسم.

ما لفت نظري في التونجي بخلاف حيوية العرض وروح الاستبشار الوافرة تستشعر فيه روحاً في بداية الدخول كتوقيع يشبه ريشة عود الراحل العميد أحمد المصطفى، ثم تطابق اللحن والأداء لرقص رأيته بذات الإيقاع والأداء.. تطابقاً كاملاً لرقصات رأيتها في إريتريا والصومال وجيبوتي وإثيوبيا وتحديداً وبشكل أوضح عند (العفر) وأظن (الساهو). هو ذات الإيقاع واللحن وإن اختلفت اللغة وبعض التفاصيل.

لا أعرف هل هذا يضع السودان كدولة مركزية في تأثيرات الثقافة أم أنه متأثر بمراكز أخرى، مجاورة ومحاددة، فقد لاحظت في أكثر من تطبيق ومقارنة أن رقصة “أم دقينة” من جنوب دارفور _ والتي تقوم على تصفيق يبدأ من الدرجة صفر ثم يستعر ويحر إلى درجة عالية تتخلّلها رقصة فتاة ب “الرقبة” حتى تظن أنها ستُنزع عن كتفها وهو ذات الذي يؤدى في بعض رقصات قبائل الأرومو الإثيوبية.. ولاحظت كذلك أن أغنية (الباردة لينا الله يتمها لينا للحول) وهي أغنية تراثية ترتبط بالأعراس عند كل قبائل البقارة هي نفسها التي تمتد إلى تشاد وما ورائها لدرجة أن البعض يعتبرها تراثاً خاصاً لتلك الأنحاء.. وأما إيقاع (الكابرو) فهو بلا شك إيقاع (دلوكة) مما شاع وعرف في وسط السودان وشماله وهو كذلك مع اختلاف الأدوات والتصميم وطريقة الحمل والطرق في إثيوبيا وإريتريا وربما صعيد مصر.

Share.
محمد حامد جمعه نوار _ صحفي سودانى

كاتب وصحفي سودانى متخص في الشأن الافريقى.