حصدت روضة الحاج مؤخراً جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بديوانها (إذا همى مطر الكلام)، والذي تم تصنيفه كأفضل ديوان من بين عدة دواوين شعرية، وقد ظلّت الشاعرة المرهفة تسجل حضورها في المشهد الشعري العربي والإفريقي ما جعلها تحتل الصدارة بحرفها الشجي وبآدائها المميز صوتاً وإلقاءً.. ( افريكان مترس ) أجرى معها الحوار التالي للحديث حول الجائزة الرفيعة والمشهد الشعري بشكل عام . |
جعلتِ السودان في المُقدّمة بفوزك في جائزة عبد العزيز سعود للإبداع الشعري.. “صفي” لنا شعورك بهذا التتويج؟
بل أنا الممتنّة لحفاوة أهلي في كل أنحاء السودان بهذا الفوز وفرحة أصدقائي ومعارفي في كل أنحاء الوطن العربي والإفريقي به، والسعادة التي لمستها في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وسعيدة أنني تمكّنت من إدخال القليل من الفرح على القلوب.
الوطن قيمة ومعنى وقصيدة أحملها معي أينما ساقتني أقدار الحياة…
ما هي المشاركات الخارجية التي سبقت هذه المشاركة؟
كثيرة وعديدة أبرزها مشاركتي في معرض الرياض للكتاب وحفل توقيع مختاراتي (قلبي على نون النساء)،
وكذلك المشاركة في معرض أبوظبي للكتاب بالإمارات وختام عام المرأة بالإيسسكو بالرباط المملكة المغربية، حيث أتولى رئاسة ملتقى الشاعرات بالمنظمة ومشاركات متعددة في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي بالدمام وغيرها.
روضة الحاج ما بين البعد عن الوطن وحنينها الذي لا ينضب.. إلى أي مدى تجسدين هذا الحنين شعراً ومعنى؟
الوطن قيمة ومعنى وقصيدة أحملها معي أينما ساقتني أقدار الحياة، وأعتقد أن الحنين إليه سيتسرب شئت أم لا إلى كتاباتي فيضيف إليها قيمة ومعنى وسيظل جزءاً مما أكتب حتى وإن لم يبدُ ذلك أحياناً بشكل مباشر.
قراءتك للمشهد الشعري في السودان الآن، وهل الشعر لدينا يسير كما ينبغي أن يكون؟
القصيدة السودانية بخير تماماً، وتراكم التجارب الإبداعية وتعاقب الأجيال وتواصلها أسهم إلى حد بعيد في إثراء التجارب الجديدة التي تمتد من إرث عظيم وتشرب من منهل كونته سحائب شتى من كل أنحاء الوطن. وتفيد مما أحدثته ثورة الاتصالات والمعلومات إلى أقصى مدى وهو أمر لم يتح لكثير من الأجيال التي سبقت.. ولذلك توجد الكثير من التجارب المتميزة للجيل الشعري الشاب الذي سيواصل حمل الراية.لكن أعتقد أن المشهد الشعري بحاجة إلى فتح نوافذه للشمس والضوء والحياة أكثر.
فبعض الجهات الثقافية التي أراد لها مؤسسوها أن تكون مراكز للإشعاع الإبداعي والثقافي رضيت لنفسها أن تتحوّل إلى أوكار للنميمة والكيد!.
الجوائز ليست (علامة جودة) بقدر ما هي (شارة تقدير ومحبَّة)..
ما هي آخر أعمالك الإبداعية؟
رواية (أسميتهن هاجر) وسترى النور قريباً بحول الله، وديوان جديد قيد الطبع ومسرحية شعرية بعنوان (حرة غرناطة).
تقييم الشعراء بالخارج وهل دائماً ما يكون الحظ حليفاً للمهاجرين منهم أم تخصم الهجرة من إبداعاتهم؟
لا أعتقد أن للأمر علاقة (بمقرات إقاماتهم) فقد يفوز أحدهم وهم مقيم في بلاده ثم يفوز مرة أخرى عندما يغادرها!.
لكن وكما أقول دائماً الجوائز ليست (علامة جودة) بقدر ما هي (شارة تقدير ومحبة)، والغربة ليست كلها شر فلديها ميزاتها وهباتها العظيمة أيضاً، وهي تجربة مهمة أحاول أن أتلقى عطاياها بقلب رحب وروح متصالحة.
آن الأوان للعمل بجدية على استئصال علل التباغض والتحاسد لصالح الإبداع والمبدعين…
متى تضعين عصاة الترحال لتعودين إلى أرض النيلين؟
لم تنقطع صلتي بالبلاد ولن تنقطع ما حييت، علاقتي بوطني لا صلة لها بشيء إلا وطني.. واستعد حالياً للحضور للعيد مع الوالدة وبين الأهل والأحباب لكن مثلي ومثل ملايين المهاجرين السودانيين تحكمنا ظروف أخرى أسرية ومعيشية ووقتما يسر الله عدنا إلى أهلنا وأرضنا وبلادنا الحبيبة.
ما هو الهم الذي يؤرق روضة الحاج كشاعرة؟
هم الوطن أولاً كشاعرة وكمواطنة وكأم.. أما على الصعيد الثقافي والأدبي فالهموم كثيرة منها عافية المشهد الشعري والثقافي من علل التباغض والتحاسد والكيد وهي أمور (مسكوت عنها) ثقافياً، لكن أعتقد أنه قد آن الأوان للعمل بجدية على استئصالها تماماً لصالح الإبداع ولصالح المبدعين ولصالح الأجيال الجديدة، وقد بدأت مؤخراً تدوين بعض هذه الملاحظات كمذكرات ولكنها ربما تتحوّل إلى كتاب فهناك الكثير الذي يمكن ذكره ورصده وتدوينه.